افتتاحية السفير في العدد 9 من بيناتنا [fr]

متضامنين في وجه المحن


PNG قلّما عرفت العلاقات الفرنسية الجزائرية مرحلة مكثفة وقوية وعميقة كالتي عاشتها في الأشهر الثلاث الماضية"

كان شهر ديسمبر بشكل خاص، مليئا بالنشاطات مع الاجتماع الثاني للجنة الحكومية رفيعة المستوى، في باريس لأول مرة، والتي ترأسها الوزيران الأولان الفرنسي والجزائري. سمح هذا اللقاء الذي شارك فيه عدة وزراء من البلدين بالوصول إلى نتائج ملموسة جديدة في جميع مجالات العلاقات الثنائية.

شكّلت زيارة وزير الداخلية برنارد كازنوف إلى الجزائر في 18 ديسمبر لحظة هامة لاسيما بالنسبة للتعاون في مجال الأمن الداخلي، تكوين الأئمة ومكافحة التطرف.

هذه الإرادة المشتركة والكثافة في العلاقة الثنائية سمحت لنا، في ظل روح حقيقية من التضامن، بمواجهة أخطر هجومات إرهابية عرفتها فرنسا منذ عدة عقود. من 7 إلى 9 جانفي، اغتال الإرهابيون الهمجيون 17 شخصا يمثلون بأصولهم ومهنهم التنوع الذي يشكّل قوة المجتمع الفرنسي. عبر لنا الشعب الجزائري والسلطات عن دعمهم في محنتنا بشكل مؤثر. وكان الدليل على ذلك قويا من خلال الرسالة التي وجهها الرئيس بوتفليقة إلى الرئيس فرانسوا هولاند ومشاركة وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة في مسيرة الجمهورية الكبرى التي نظمت في باريس يوم 11 جانفي.
يخصص هذا العدد من بيناتنا، بطبيعة الحال، مكانة خاصة لتلك الأحداث، لاسيما بذكر اللقاءات التي أصررت على تنظيمها مع رسامين وصحفيين جزائريين، عاشوا هذا العنف ذاته خلال العشرية السوداء والذين كانوا زملاء وأصدقاء لضحايا اعتداءات باريس.

نودّ أيضا الانحناء أمام ذكرى الأكاديمية آسيا جبار والممثل الكبير روجي حنين، رمزان مرموقان للتقارب القوي بين فرنسا والجزائر واللذان دفنا، بصدفة القدر، في اليوم نفسه في هذه الأرض التي شهدت ميلاديهما.

كما يعكس هذا العدد حب وطموح صداقة فرنسية جزائرية متجددة دوما في خدمة شعبينا وذلك من خلال العمود الذي خصّنا به جون لويس بيانكو، الممثل الخاص الجديد للوزير لوران فابيوس للعلاقات مع الجزائر، ومن خلال عدة حوارات حصرية مثل ذلك الذي أجريناه مع المصوّر الكبير يان أرثوس برتران. قراءة ممتعة.

برنارد إميي

آخر تعديل يوم 17/03/2015

أعلى الصفحة